السبت، 5 أبريل 2014

هجرة أهل الريف إلى المدن

هجرة أهل الريف إلى المدن

في الدول الحديثة و مع تقدّم المدن و ازدهارها أصبح الإنتقال من الريف إلى المدينة حلم كل شاب ريفي بل و حتّى إنّه لا يكاد أن يجد طريقة لبناء مستقبله دون ذلك، و سبب ذلك يعود إلى أنّ المدينة تحتوي من الأعمال و أسباب جذب الشباب الريفي إليها من ناحية، و من ناحية أخرى فإنّ الريف و أسباب البقاء فيه تتضائل ليصبح الشاب في الريف أمام خيارين إمّا البقاء في مكانه و اختفاء الفرصة لكي يبني مستقبله بشكل أفضل و أسرع، أو أن يترك مكانه و موطنه الأصلي ليذهب إلى المدينة أملاً في بناء مستقبل زاهر، و لمّا كان الريف يشكّل ثروة بشريّة و طبيعيّة للدولة فإنّ تركه بهذا الشكل قد يعمل على فقدان هذه الثروة.

شاهد تركيا عن قرب

لحلّ هذه المشكلة لا بدّ في البداية من بتر الأسباب الّتي تؤدّي لأفضليّة المدن أو التقليل منها، و العمل على أن لا تكون الأرياف مهجورة حتّى و إن حصلت الضرورة للعمل في المدن، ففي بادىء الأمر لا بدّ من أن يكون هناك ما يكفي من الخدمات في الأرياف كالخدمات الصحيّة و التعليم و ذلك كإنشاء مستشفى في منطقة وسطيّة بين القرى أو إنشاء جامعة و دوائر حكوميّة فرعيّة، أي أن يكون هناك ما يشبه المدينة المصغّرة في وسط الريف، و من ثمّ نقل جزء من الأعمال إلى مناطق الريف كأن تكون هناك شركات في المناطق الريفيّة، و شيئاً فشيئاً تكون المنطقة الوسطيّة تلك كمدينة ريفيّة يرجع إليها أهل الريف في أعمالهم و حياتهم اليوميّة، و تساعد على بقاء أهل الريف في موطنهم الأصلي، و أمّا إن كان هناك مدينة قريبة أو تقع في الوسط من مناطق الريف فيتم استغلالها كنقطة مركز فقط، بحيث يكون لأهل الريف مواصلات خاصّة بهم تصلهم بالمدينة على الدوام فلا يضطرّون للاستقرار بشكل دائم في المدينة، في خطوة أخرى يمكن العمل على تشجيع الاستثمار في المجالات الزراعيّة و الانتاج الحيواني، سواء من أهل الأرياف نفسهم بتخصيص نسبة دعم خاصّة بالمزارعين و رعاة الماشية، أو من خلال توجيه الأموال إلى تلك المجالات من خلال وضع حوافز للاستثمار، و بذلك تنتفي بعض أسباب هجرة الريف للحصول على المال في المدن.

كيف تصنع الأشياء تعرف عليها في قناتنا على اليوتيوب



هناك 11 تعليقًا:

اقرأ ايضاً

Translate