الاثنين، 6 فبراير 2017

الشهرة السلبيّة

الشهرة السلبية
 
أن يحصل الإنسان على الشهرة بقدرته على اتقان عمل ما أمر لا يمكن نيله بسهولة، و ذلك لأنّ صاحب تلك الشهرة الإيجابيّة إن صحّ التعبير قد بذل من الجهد الكثير و لاقى من الصعاب ما لاقى ليجد نفسه أخيراً و قد اشتهر بقدرته على اتقان هذا العمل بين الناس، في المقابل نجد من يحصد الشهرة بطريق أسهل بكثير، و لكنّ تلك الشهرة من نوع آخر قد يساهم فيها جميع الناس دون وعي أو ادراك من أنّها طريق شهرة لا أكثر، و سبيل ذلك هو قيام أحدهم بعمل سيّء يخالف ثقافة و دين المجتمع على نحو مستفزّ لعموم الناس، فيكون ردّ فعل الكثير من الناس بنشر تلك الإساءة و ذلك بهدف فضح الفاعل، و قد ينجرّ لذلك بعض من المشاهير كذلك، فيحصد المسيء الشهرة و لو بشكل سلبي فينال مراده.
 
يتسائل البعض عن كيفيّة الرد على العمل المسيء في هذه الحالة دون أن يحصل الفاعل على ما يريد، و لكيّ يتمّ ذلك يجب أن يكون الردّ بقدر ما هو عليه الفاعل، فإن كان الفاعل مشهوراً أصلاً فهنا لا يهم ذكره و الردّ عليه من باب توعية الناس، و ذلك يتطلّب أن يكون الأمر المسيء فيه شبهة أو مغالطة غير معلومة لدى الكثير من الناس وجب تصحيحها، و أمّا إن كان الفاعل غير معلوم و يريد نيل الشهرة من ذلك، فيكون الردّ عليه بإهماله إن كان الأمر معلوماً لدى النّاس مدى خطؤه، أو ذكر فعله فقط دون إسمه، فلا ينتشر إسمه و يحقّق مراده، ولا يدلّل عليه أو يوصف الفاعل بحال، و الأصل في المسيء أن يعاقب، و ذلك حتّى يرتدع دون أن يكون له القدرة على فعل تلك الإساءة مجدّداً، و بذلك يكون قد نال العقوبة بصمت و لا يكون له الشهرة الّتي سعى لتحقيقها.
 
 
 
 
 


اقرأ ايضاً

Translate